وماذا لو كنت وحشة؟ حقي في الغضب
أستيقظ في السابعة صباحًا. بالعافية. في نفس موعد مدرسة ابني. غسلت وجهي وأسنانِي، نظرتُ في المرآة. لا بأس بشكلي. لا حاجةَ لتغيير بيجامة النوم. سأقفز في السيارة، ثم سأعود إلى السرير قليلًا فور أن أنتهي من رحلة المدرسة قبل الاستيقاظ الكبير وفتح اللابتوب.
في طريقنا إلى المدرسة، أسرح كل يوم في شكلي. ماذا لو رآني أحد يعرفني؟ ماذا لو اضطررت للنزول من السيارة؟ عادي، شكلي جيد. ليس مبهرًا. لكن المهم الجوهر لا المظهر يا إسراء.
أحب الاستماع إلى الأغاني أثناء القيادة، تساعدني على تحمل عبء اليوم.
أسمع أصالة وهي تقول: «أنا مش وحشة.. أنا ست الناس اللي أنت عرفتها في حياتك»؛ أسرح في أول مقطع.. لكن ماذا، ماذا لو كنت وحشة؟
أبدأ باستيعاب كلمات الأغنية. رسالة غاضبة من حبيبة لحبيبها. تبدأ في الحديث مع نفسها.. كم أنها جميلة، وأنها سبب كل نجاحاته وإثبات ذاته.
هل هذا الكلام نتاج الغضب؟
أكيد. من الغضب وما ينتجه داخل المفطورة قلوبهم. كسرة تجعل المحب يتمنى لو يعود الـ ex «موجوعًا، دموعه في عينه وجعاه» ومن ثم «هديله أسبوع».. ربما أكثر قليلًا.. حتى يندم على ما فعل. أسرح بخيالي، ماذا لو لم يأتِ؟ هو له، نظريًا، كامل الحق. ربما اتخذ قرارًا خاطئًا من البداية. أو أدرك أنهما غير مناسبين، الأحمق! ربما لم يكن الحب كافيًا من الأصل.
أفكر في أغنية أخرى: «بقيت وحدك» لأنغام من كلمات الشاعر عصام عبد الله.
«ما يمكن نجمك الأحلى في حاجات جايه، ويمكن ألاقي أحزاني خرافيه»
أتعجب كل مرة أسمعها من تلك الطيبة. كيف للمحب المجروح أن ينظر، بكل تواضع وإنكار لذاته وأنانيته، للطرف الآخر ويتمنى له الأفضل، الأفضل من كل النواحي، منه هو شخصيًا. رؤية مثالية لا أعرف كيف الوصول لها، ربما تأتي من التسليم بأننا لا نملك زمام كل الأمور، والإيمان بمكاننا الضئيل في ذلك العالم. ربما تأتي من التظاهر والتظاهر والتظاهر ثم يحدث الأمر فجأة!
لا تغضب!
مراحل الحزن الخمس، كما اقترحتها إليزابيث كوبلر روس، هي: الإنكار، الغضب، المساومة، الاكتئاب، والقبول. لا يمر الناس بجميع المراحل بالترتيب، وربما لا يمرون بكل المراحل، وربما لا يمرون بها من الأصل. ليس الأمر تسلسلًا كيميائيًا.. كلٌ على حسب تجربته.
في تجاربي الشخصية توقفت عند الغضب كثيرًا، أظن أنه الشعور الأقوى من بينهم بالنسبة لي. شعور مثير للدهشة، أعجب بأفكاري في تلك المرحلة، مليئة بأفكار انتقامية تصلح لصناعة فيلم رعب عبثي.
الغضب شعور مخيف. أرغم نفسي على التصالح معه. أذكر نفسي: من المفيد أحيانًا أن ينظر المرء إلى نفسه بأنانية وأن يذكّرها بما تستحقه.
لكنني أذكر نفسي أيضًا أنه مجرد شعور لا ينبغي أن يتطور إلى فعل. شحنة بنزين من الممكن استخدامها في التعلم من أخطاء الماضي.
أجد نفسي مع بعض الممارسة أعرف ما علي فعله عند الغضب، ألجأ إلى أصدقائي، أقول لهم: «أنا غاضبة الآن، لا أريد حلولًا، أريد أن أسب وألعن.»
بعد قليل سيعود إليَّ عقلي، سأعرف أن ما شعرت به كان مبالغًا فيه وأنه ربما فعلًا «نجمه (ونجمي) الأحلى في حاجات جاية».