She is A 10 but…/”الزين ما يكمـل“
من 10، كم تقيّم أمك وأبوك؟ ماذا عن أصدقائك؟!
قبل بضعة سنين، انتشر ترِند أحب تسميته بـ ”ترند العذاريب(١)“ فكرة الترند إن شخص بمواصفات مثالية تكون فيه صفة تنسف مثاليته.. أو مثل ما يقولون ”الزين ما يكمل“، كالتالي:


وفي أول مرة رأيت فيها تلك التغريدات، تعجبت: ”لحظةً واحدة، ومنذ متى والأشخاص محلّ التقييم!؟“.
الصبح نقيّم المقهى، بعدها نقيّم أوبر، وفي الليل نقيّم فيلم الأمسية.. ومستحيل نعطي أي منهم 10☝️.
السلوك هذا انتقل لعلاقاتنا، رغم الطبيعة البشرية التي لا ينكرها إنسان، أن لا أحد كامل .
“one can’t help but wonder what this feedback culture is doing to our brains” –Chloë Hamilton
تقول إحدى النظريات الاجتماعية أن كل واحد فينا لديه مسطرة داخلية، هذه المسطرة تقيس قيمتك من خلال انطباعات الآخرين عنك!
”مقاييس القبول الاجتماعي“ أو ما يسمى بالـ ”sociometers”، نظرية تقول إن تقديرنا لأنفسنا لا ينبع من دواخلنا وإنجازاتنا، بل من الآخرين. فمتى ما قال فلان أني جيّد فأنا كذلك، ومتى ما ذمّني أحدهم فأنا سيء فعلاً، وهلُمَّ جرا.. نظرية تعتمد على كفاءة تواصلك مع الآخرين وانطباعاتهم عنك.
مهما بلغت ثقتنا بنفسنا وعدم اكتراثنا لرأي الآخرين، إلا أنهم يشكّلون جزء من تصوّرنا عن أنفسنا. كما قال عليه الصلاة والسلام:(المؤمن مرآة أخيه المؤمن)، نقتبس منهم ونرى من خلالهم ما لا نراه في أنفسنا. إلا أن العكس يختلف كثيرًا، أن تقيس الآخرين بمسطرة قصيرة محدودة وتختصر ظروفه وما شكّل تصرفاته من تاريخ ومواقف في عدد أمرٌ مستحيل.
وأما مواقع التواصل فزادت الطين بلة، أعطتنا مسطرة افتراضية ومقياس قبول الآخرين تحت اسم “لايك“ ”فولو“ و”كومنت“ إيجابي أو سلبي، نربط لا إراديًا قيمتنا فيه، وحتى قيمة الآخرين! فحينما نلاحظ أحدًا بمتابعين ومعجبين كُثُر نفترض أنه أفضل ”وإلا لمَ تابعه كل هؤلاء الناس؟“. فأصبح الإعجاب بالكثرةِ لا بالفحوى.
الناس ليسوا تطبيقًا تعطيه نجوم، وأعقد من مطعم تقيّم تجربتك فيه، الناس أمزجة وظروف وقصص خفيّة، ما تُختزل بأرقام ونجوم..
الهامش/
(١)العذروب“ لجاهل اللهجة الخليجية هو العَيب. ومثل ما قال عوض دوخي ”عذروب خلي حسنه الفتّان“ أي عيبُه جمالُه.